كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراته المتنوعة
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي تطورات متسارعة بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي أحدثت تحولاً كبيراً في كيفية تفاعلنا مع المحتوى ومتابعينا. يشمل هذا التحول عدة جوانب مثل توجيه الإعلانات وتحليل سلوك المستخدم، لكن مع هذه الفوائد تأتي تحديات وعيوب تؤثر في أصالة المحتوى. في هذا المقال، نناقش كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التواصل الاجتماعي وماذا يعني ذلك لمستخدمي هذه المنصات.

1. تأثير الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى غير المرغوب فيه
أصبح من السهل على الذكاء الاصطناعي التوليدي إنتاج كميات كبيرة من المحتوى غير المرغوب فيه على منصات التواصل الاجتماعي مثل Facebook وTwitter. نتيجةً لذلك، تتزايد كمية المحتوى الفيروسي والبريد العشوائي، الذي يظهر بشكل مستمر في موجز الأخبار للمستخدمين. هذا المحتوى غالباً ما يكون غير مفيد للمستخدم ويعيق وصوله إلى محتوى ذي قيمة.
مثل هذا المحتوى غير المرغوب فيه قد يشتمل على مقاطع فيديو مزيفة، منشورات تحاكي الأخبار، وحتى حسابات تسعى لنشر روابط قد تؤدي إلى مواقع ضارة.
2. فقدان الأصالة وتزايد التزييف الرقمي
من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، أصبحت شركات التواصل الاجتماعي تسعى إلى تقديم محتوى أكثر تفاعلاً وسلاسة، لكنه قد يفتقر إلى الأصالة. من ذلك، استخدام المؤثرين الافتراضيين على TikTok وInstagram، الذين يمكنهم التفاعل مع المتابعين كأنهم أشخاص حقيقيون.
إلى جانب ذلك، فإن الشركات قد تستغل الذكاء الاصطناعي في إنشاء منشورات تلقائية، مما يجعل المستخدمين غير قادرين على التمييز بين المحتوى الحقيقي والمحتوى الذي أُنتج تلقائياً.
3. الأخطاء والهلوسات التي يُحدثها الذكاء الاصطناعي
على الرغم من التطور الكبير في نماذج الذكاء الاصطناعي، إلا أنها لا تزال ترتكب أخطاء. على سبيل المثال، حدثت حالات حيث قدم الذكاء الاصطناعي معلومات غير دقيقة أو مضللة. ففي إحدى الحالات، قدم روبوت Grok AI من منصة X معلومات غير صحيحة حول لاعب كرة سلة، بسبب سوء تفسيره لمصطلحات اللعبة.
تنتج هذه الأخطاء من تعقيدات نماذج الذكاء الاصطناعي التي لا تزال قيد التطوير، ويُتوقع أن يتم تحسينها بمرور الوقت.

4. تأثير الذكاء الاصطناعي على نظرية الإنترنت الميت
تتنبأ نظرية “الإنترنت الميت” بأن معظم المحتوى على الإنترنت سيكون من إنشاء الروبوتات والذكاء الاصطناعي. اليوم، أصبحت هذه النظرية أقرب إلى الواقع مع تزايد المحتوى المُولد تلقائيًا واستخدام الروبوتات كحسابات افتراضية. كما أن بعض المنصات، مثل Butterflies AI، تُعتمد بشكل كامل على مستخدمين هم في الواقع روبوتات.
من جهة أخرى، تُثير هذه الفكرة قلق المستخدمين الذين يسعون إلى التفاعل مع محتوى حقيقي وأشخاص حقيقيين.
5. حماية المحتوى من الاستخدام غير المشروع
يسعى العديد من المستخدمين اليوم لحماية منشوراتهم وبياناتهم من الاستغلال في تدريب الذكاء الاصطناعي. بعضهم يلجأ إلى تخصيص حساباتهم لتصبح خاصة أو استخدام أدوات مثل Nightshade لتسميم البيانات التي يتم استخدامها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يجعل استخدامها صعبًا في توليد المحتوى.
إذا كان المحتوى الذي تنشره مفتوحًا للعامة، فقد يكون قد تم استخدامه بالفعل في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
الخاتمة: مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي في ظل الذكاء الاصطناعي
بينما يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم وزيادة كفاءة الإعلانات والتحليل، إلا أن تأثيره على الأصالة والمحتوى الحقيقي يستدعي مزيدًا من التفكير. من خلال التفاعل مع منصات التواصل الاجتماعي الحالية، يمكن للمستخدمين الاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي مع الأخذ في الاعتبار هذه التحديات الجديدة.
في المستقبل، قد نرى تطورات تهدف إلى تحسين جودة المحتوى وتقليل انتشار المعلومات الزائفة. لتحقيق هذا الهدف، تحتاج الشركات إلى وضع ضوابط توازن بين الفوائد والمخاطر المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.