دراسة تكشف: ارتفاع معدلات انقطاع التنفس أثناء النوم مرتبط بتغير المناخ
من المتوقع أن تتضاعف حالات انقطاع التنفس أثناء النوم هذا القرن نتيجة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ.
مع حلول فصل الصيف، قد تلاحظ تأثير ارتفاع درجات الحرارة على جودة نومك، حيث يعاني الكثيرون منا من صعوبة النوم في الأجواء الحارة والرطبة.
لكن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤثر على نومنا بطرق لا ندركها على الفور. فقد كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة بين الاحتباس الحراري الناجم عن تغير المناخ وزيادة مستويات انقطاع التنفس أثناء النوم.
يُعد انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يتميز بتوقف التنفس بشكل متقطع أثناء الليل، من بين اضطرابات النوم الأكثر شيوعًا. تشير التقديرات إلى أن حوالي 936 مليون شخص حول العالم يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي النومي (OSA).
تشير هذه الدراسة إلى أن هذا الانتشار قد يستمر في الازدياد جنبًا إلى جنب مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، مما يزيد من العبء الذي يمثله انقطاع التن
أهم نتائج الدراسة حول انقطاع التنفس الانسدادي النومي وارتفاع درجة الحرارة
- ارتفاع درجات الحرارة العالمية يزيد من احتمالية الإصابة بانقطاع التنفس الانسدادي النومي (OSA).
- يزداد التأثير في المناطق التي يقل فيها استخدام مكيفات الهواء.
- تشير تقديرات الدراسة إلى أن عبء انقطاع التنفس الانسدادي النومي قد يتضاعف بحلول عام 2100.
نُشرت مؤخرًا دراسة من جامعة فلندرز في مجلة Nature Communications المرموقة، وتتناول تأثير ارتفاع درجات الحرارة على نوبات انقطاع التنفس أثناء النوم. شملت الدراسة 116,620 مشاركًا على مدار ثلاث سنوات، مما يجعلها واحدة من أوسع الدراسات في هذا المجال.
باستخدام أجهزة تتبع النوم الموضوعة تحت الفراش، وجد الباحثون أنه في ليلة معينة، ارتبط ارتفاع درجة الحرارة بزيادة قدرها 45% في احتمالية ظهور أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم. هذه النتيجة تسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الظروف المناخية وجودة النوم.
يوضح الدكتور باستيان ليشا، المؤلف الرئيسي للدراسة: “تساعدنا هذه الدراسة على فهم كيف يمكن للعوامل البيئية مثل المناخ أن تؤثر على الصحة من خلال التحقق مما إذا كانت درجات الحرارة المحيطة تؤثر على شدة انقطاع التنفس الانسدادي النومي”.
“بشكل عام، فوجئنا بحجم الارتباط بين درجة الحرارة المحيطة وشدة انقطاع التنفس الانسدادي النومي.”
استنادًا إلى هذه النتائج، يتوقع الباحثون أنه في الـ 75 عامًا القادمة، قد يتضاعف العبء المجتمعي لانقطاع التنفس الانسدادي النومي، بما في ذلك تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة به. هذا يشير إلى ضرورة اتخاذ تدابير وقائية وعلاجية فعالة للتخفيف من هذه المشكلة الصحية المتنامية.
تشير الدراسة إلى أن التأثير لوحظ بشكل متكرر في الدول الأوروبية مقارنة بأستراليا والولايات المتحدة. يرى الدكتور ليشا أن هذا الاختلاف قد يكون بسبب استخدام مكيفات الهواء، وهو أكثر انتشارًا في المناطق الأخيرة. وهذا يوضح أهمية التكيف مع تغير المناخ واستخدام التقنيات المتاحة للحد من الآثار الصحية السلبية.
يشير الدكتور داني إيكرت، كبير الباحثين، إلى أنه نظرًا لأن الدراسة تميل نحو المناطق ذات الدخل الاقتصادي المرتفع – حيث تتوفر مكيفات الهواء بسهولة أكبر – فقد يكون التأثير الصحي والمالي المقدر أقل من الواقع. وهذا يؤكد على الحاجة إلى إجراء المزيد من البحوث في المناطق ذات الدخل المنخفض لتقييم التأثير الحقيقي لتغير المناخ على انتشار وشدة انقطاع التنفس الانسدادي النومي.
ارتفاع حالات انقطاع التنفس أثناء النوم المرتبطة بمشاكل صحية أخرى
يتميز انقطاع التنفس أثناء النوم باضطرابات في التنفس تحدث أثناء النوم. لا يوجد حاليًا علاج شافٍ لانقطاع التنفس أثناء النوم، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض وتخفيفها.
يشكل إهمال علاج انقطاع التنفس أثناء النوم مخاطر صحية جسيمة، بما في ذلك الشعور بالإرهاق المزمن، وتدهور جودة الحياة، وزيادة خطر التعرض لحوادث المرور.
كما أن إهمال علاج انقطاع التنفس أثناء النوم الحاد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى القلق والاكتئاب. وقد أظهرت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين انقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع مستويات الببتيد الناتريوتري.
إذا أدت الزيادة في درجة الحرارة العالمية إلى ارتفاع حالات انقطاع التنفس أثناء النوم، فقد نشهد أيضًا زيادة في هذه الأمراض المصاحبة.
يوضح الدكتور لو شات قائلاً: “إن الزيادة في انتشار انقطاع التنفس الانسدادي النومي في عام 2023 بسبب الاحتباس الحراري ارتبط بفقدان ما يقرب من 800,000 سنة من سنوات العمر الصحي عبر 29 دولة شملتها الدراسة.”
يأمل الفريق البحثي أن تكون هذه الدراسة الخطوة الأولى في تطوير استراتيجيات للحد من تأثير درجة الحرارة المحيطة على انقطاع التنفس أثناء النوم.
الأعراض الشائعة لانقطاع التنفس أثناء النوم
قد يكون من الصعب ملاحظة أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم، حيث تظهر العلامات الأكثر وضوحًا لهذه الحالة المرضية أثناء النوم. ومع ذلك، فإن الأعراض المذكورة أدناه تقدم مؤشرًا على انقطاع التنفس أثناء النوم، مما قد يساعدك في طلب التشخيص المناسب.
- الشخير: يحدث انقطاع التنفس أثناء النوم عندما يتم انسداد مجرى الهواء، مما يؤدي أيضًا إلى الشخير بصوت عالٍ. على الرغم من أن هذا العرض يتم ملاحظته عادةً من قبل شريك الفراش، إلا أنك قد تكون مصابًا بالشخير إذا استيقظت بفم جاف…
- جفاف الفم: يعتبر جفاف الفم أو التهاب الحلق من العلامات التي تشير إلى أنك كنت تتنفس من خلال فمك أثناء الليل، وهو ما يمكن أن يكون نتيجة لانقطاع التنفس أثناء النوم.
- الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل: عندما يتسبب انقطاع التنفس أثناء النوم في توقف تنفسك بشكل متقطع، غالبًا ما يستجيب دماغك عن طريق إيقاظك.
- الاستيقاظ مع صداع: بسبب جفاف الفم وضعف التنفس والاستيقاظ الليلي المتكرر، غالبًا ما يبدأ الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس أثناء النوم صباحهم بصداع.
- التعب أثناء النهار: علامة أخرى على أن نومك قد تعطل، غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم غير المشخص بالتعب أثناء النهار حتى بعد ما يبدو أنه ليلة نوم كاملة.
إذا كنت تشك في أنك تعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم، فننصحك بالتحدث إلى أخصائي رعاية صحية. يمكنهم مساعدتك في الحصول على التشخيص المناسب وتطوير خطة علاج انقطاع التنفس أثناء النوم فعالة.